البيعان بالخيار مالم يتفرقا, شرح حديث حكيم بن حزام: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
أنواع الخيار.. ~ الإسلام دين العدل والرحمة، والتسامح، والحكمة، ولذلك شرع رسوله صلى الله عليه وسلم لأمته الخيار في البيع، وحثهم وحضهم على الإقالة فيه وفي غيره، فقال: "من أقال معثراً أقال الله عثرته يوم القيامة" الحديث، لأن الإنسان قد يتعجل في البيع والشراء، أويُخدع، أوتظهر له عيوب في السلعة، فجعل له الرسول الكريم مجالاً للتراجع، ولتدارك ما يمكن تداركه، رفعاً للحرج والمشقة. فالخيار في البيع هو طلب خير الأمرين، من الإمضاء والفسخ. وهو أنواع، منها ما هو متفق عليه بين العلماء، ومنها ما هو مختلف فيه، من ذلك: أي المجلس الذي تم فيه العقد. عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحاً ويُمحقا بركة بيعهما". 1 وعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايع الرجلان، فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرَّقا وكانا جميعاً". 2 ذهب العامةمن أهل العلم أن المراد بالتفرق هو التفرق بالأبدان، وهو الراجح، لتفسير ابن عمر لذلك وهو راوي الحديث، فكان إذا باع أو اشترى وأراد أن يلزم بذلك خرج من المجلس.
من فقه البيوع خيار المجلس - اسلام اون لاين
فمثلًا لو باع عليه هذه السيارة وقال: هذه السيارة جديدة صنع عام كذا، ونظيفة وفيها كذا وكذا، ويمدحها بما ليس فيها، نقول: هذا كذب فيما قال. وإذا باعه السيارة وفيها عيب ولم يخبره بالعيب نقول: هذا كَتَم ولم يبيِّن. والبركة في الصدق والبيان؛ فالفرق بين الصدق والبيان أن الصدق فيما يكون مرغوبًا من الصفات، والبيان فيما يكون مكروها من الصفات، فكتمان العيب هذا ضد البيان، ووصف السلعة بما ليس فيها هذا ضد الصدق. ومثال آخر: باع عليه شاة ويقول: هذه الشاة لبنها كثير، وفيها كذا وكذا في اللبن، وهو يكذب، فهذا ضد الصدق؛ لأنه وصف السلعة بصفات مطلوبة مرغوبة، أما لو باع عليه الشاة وفيها مرض غير بيِّن لكنه كتمه، نقول: هذا لم يبين. وإذا وصفها بما ليس فيها من الصفات المطلوبة فهذا قد كذب ولم يصدق، فالبيان إذًا للصفات المكروهة، والصدق للصفات المطلوبة، إذا وصفها بما ليس فيها من الصفات المطلوبة فهذا قد كذب ولم يصدق، وإذا كتم ما فيها من الصفات المكروهة فهذا كتم ولم يبين. ومن هذا ما يفعله بعض الناس الآن - نسأل الله العافية - يجعل الطيب من المال فوق، والرديء أسفل، فهذا لم يبين ولم يصدق أيضًا؛ لم يبين؛ لأنه ما بيَّن التمر المعيب، ولم يصدق؛ لأنه أظهر التمر بمظهر طيب وليس كذلك.
وفي الجملة: أن الافتراق في اللغة يدور حول معاني: المفارقة، الانقطاع، التفرق، المفاصلة، الانفصال، الشذوذ، المباينة، الانقسام والتيه، والضياع، والضلال، المقاطعة، التشعب، الخروج عن الجادة وعن الأصل وعن الأكثر وعن الجماعة، التغيير ((لسان العرب)) لابن منظور، و((الصحاح)) للجوهري.
ومن هذا ما يفعله بعض الذين يبيعون السيارات، يبيعونها في المعارض، والبائع يعلم علم اليقين أن فيها عيبًا، لكن يكتمه ويقول للمشتري: أبصر بكل عيب فيها، فيبصر المشتري، لكن لو عيَّن له العيب وحدَّده له ما اشتراها، وإنما يُلبِّسون على الناس ويقولون لهم: فيها كل عيب، ولم أَبِعْ إليك إلا الإطارات أو مصابيح الإنارة، وهو يكذب ويدري أن فيها عيبًا لكن لا يخبر المشتري، وهذا حرام على الدلَّال (صاحب المعرض) وصاحب السيارة، فعليهما أن يبينا للمشتري ويقولا له: فيها العيب كذا وكذا ويخبرانه في الشراء. أما إذا كان لا يعلم العيب فلا بأس أن يبيعها، ويشترط أنه بريء من كل عيب. [1] متفق عليه: أخرجه البخاري (2079)، ومسلم (1532). [2] أخرجه البخاري (2112)، ومسلم (1531). [3] أخرجه الترمذي (1352)، وقال: «حسن صحيح».
تَـــفًـــقَــــهِ ..~: أنواع الخيار..~
أو قال: أنا اشتريتها بخمسة وتسعين ألفاً، وربحي خمسة آلاف، والمشتري اشتراها منه بهذا الاعتبار، فلما لقي الذي باعها منه قال له: أنا بعتها بخمسة وأربعين ألفاً، فمن حقه أن يرجع ويقول: تفضل هذه أرضك، أعطني مالي، ولا تحتاج المسألة إلى محاكم وشرطة، هذا حق مكفول له شرعاً. فالإسلام يكفل للناس الحقوق، وحق المسلم محفوظ، وسواء كان البيع جرى على يد إنسان ليس عنده خبرة، أو إنسان صغير، فحقه محفوظ، ولا يحتاج أنه يتعب ويذهب بالسيارة من محل فحص إلى وكالة إلى غيرها. قال: البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما. بحيث إنه يصدق فيما يقول، فيقول: هذه السيارة لا أعلم فيها عيباً، هذه السيارة لا يوجد فيها إلا العيب الفلاني، هذه الأرض فيها عيب كذا، هذا المحل ما يصلح للأراضي التجارية. وتعرفون أخبار السلف، ذكرنا في بعض المناسبات قصة جرير بن عبد الله البجلي لما بايع النبي ﷺ على النصح لكل مسلم، فاشترى فرساً من رجل، فأعطاه أكثر من ضعف الثمن، هذه هي أخلاق المسلمين، هذا هو ديننا الذي لم يتكدر ولم يتلوث بالغش والاحتيال على الناس وأخذ أموالهم بالباطل. قال: فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما.
تاريخ النشر: ٠٥ / ربيع الأوّل / ١٤٢٦ مرات الإستماع: 12925 البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا ترجمة حكيم بن حزام الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فهذا هو الحديث الأخير في باب الصدق: يقول النووي -رحمه الله: السادس عن أبي خالد حكيم بن حزام قال: قال رسول الله ﷺ البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما متفق عليه.
- محمد بن عبدالعزيز مستشفى
- رقم الشيخ صالح المغامسي حاله واتساب
- البيعان بالخيار مالم يتفرقا حكمه
- مركز بيرلتز الرياض رجال - معاهد التدريب - دليل المملكة العربية السعودية - Saudi Directory
- البيعان بالخيار مالم يتفرقا شرح
- "جامعة جازان" تحقق المركز الأول في نسبة الارتباط الوظيفي
- برنامج كلين 9
- البيعان بالخيار ما لم يتفرقا شرح
- قائمه الطعام مطعم هرفي
- البيعان بالخيار مالم يتفرقا, حديث «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
- مشاريع برأس مال صغير في السعودية
قوله: ( محقت بركة بيعهما) يحتمل أن يكون على ظاهره وأن شؤم التدليس والكذب وقع في ذلك العقد فمحق بركته ، وإن كان الصادق مأجورا والكاذب مأزورا. ويحتمل أن يكون ذلك مختصا بمن وقع منه التدليس ، والعيب دون الآخر ، ورجحه ابن أبي جمرة. وفي الحديث فضل الصدق والحث عليه وذم الكذب والحث على منعه ، وأنه سبب لذهاب البركة ، وأن عمل الآخرة يحصل خيري الدنيا والآخرة.